المجلة | حــديث |عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى ا

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة

عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه)
يعد هذا الحديث من الأحاديث التي تجمع آداب الخير، حيث يرشد النبي الكريم (صلى الله عليه وسلم) المسلم أن يتحرى ما يلفظ بلسانه، وذلك لما للكلمة من أثر خطير على الفرد وعلى المجتمع فقد يهوي المرء في النار سبعين خريفا بسبب كلمة قالها وقد ترفعه كلمة إلى أعلى عليين. ويربط الحديث بين الإيمان بالله واليوم الآخر وبين حفظ اللسان عن قول الباطل والزور والكذب وغير ذلك مما لا يدخل في كلمة "خيرا". وقوله: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر) يعني من كان يؤمن الإيمان الكامل المنجي من عذاب الله الموصل إلى رضوان الله فليقل خيراً أو ليصمت لأن من آمن بالله حق إيمانه خاف وعيده ورجا ثوابه واجتهد في فعل ما أمر به وترك ما نهي عنه، وأهم ما عليه من ذلك: ضبط جوارحه التي هي رعاياه وهو مسئول عنها، كما قال تعالى إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا وقال تعالى ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد. وكذلك قال النبي (صلى الله عليه وسلم) هل يكب الناس في النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم؛ فمن علم ذلك وآمن به حق إيمانه اتقى الله في لسانه، فلا يتكلم إلا بخير أو يسكت. وقوله (صلى الله عليه وسلم) (فليكرم جاره) وقوله (فليكرم ضيفه) فيه تعريف لحق الجار والضيف وبرهما وحث على حفظ الجوارح؛ وقد أوصى الله تعالى في كتابه بالإحسان إلى الجار؛ وقال (صلى الله عليه وسلم): ما زال جبريل عليه السلام يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه. والضيافة من الإسلام وخلق النبيين والصالحين؛ وقد أوجبها بعض العلماء وأكثرهم على أنها من مكارم الأخلاق. عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: أوصني، قال لا تغضب فردد مراراً، قال لا تغضب. رواه البخاري. يا لها من وصية غالية، ولو التزم بها المرء لأراح واستراح، فإن الغضب مفتاح كل شر، فالغاضب يمكن أن يصل به الغضب إلى اقتراف ما نهى الله عز وجل عنه، لذا فقد مدح النبي (صلى الله عليه وسلم) الذي يملك نفسه عند الغضب فقال ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ومدح الله تعالى الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس، وقد روي عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال من كظم غيظه وهو يستطيع أن ينفذه دعاه الله عز وجل على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخبره من الحور ما شاء وقد جاء في الحديث إن الغضب من الشيطان ولهذا يخرج به الإنسان من اعتدال حاله، ويتكلم بالباطل، ويرتكب المذموم، وينوي الحقد والبغضاء وغير ذلك من القبائح المحرمة، كل ذلك من الغضب، أعاذنا الله منه. وسبيل السلامة من الغضب الاستعاذة، فقد جاء في حديث سليمان بن صرد إن الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم تذهب الغضب وذلك أن الشيطان هو الذي يزين الغضب، وكل من حرص على ما تحمد عاقبته فإن الشيطان يغويه ويبعده من رضى الله عز وجل، فالاستعاذة بالله منه من أقوى الأسلحة وأنجع الأدوية التي تدفع كيده وترد وساوسه. ويضاف إلى الاستعاذة الوضوء فإن الغضب من الشيطان والشيطان من النار والماء يطفئ النار.
رواه البخاري ومسلم.

المزيد